جيوش وأسلحة الإمام المهدي (عليه السلام)
لا يخفى على احد مكونات الجيوش العسكرية ولو الخطوط العامة لها وأسلحتها ومعداتها ولوازمها فيمكن تقسيم الأسلحة أو الجيوش إلى:
1- سلاح البر أو الجيش البري ويشمل المشاة والدروع والمدفعية بأصنافها وراجمات الصواريخ وهذا لو قورن مع زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أو الأئمة (عليهم السلام) لوجدنا ما يشابهه مع الفارق، فالمشاة موجودون والفرسان يقابلون سائقي الدروع أي صنف الدروع خصوصاً إذا أضيف لها مكونات بعض الجيوش المتطورة آنذاك كالفيلة أو الجمال وما يوضع عليها من دروع تقيها من أسلحة العدو، والمنجنيق يقابل المدفعية وهكذا.
2- السلاح البحري وهذا أيضاً متوفر آنذاك مع الاختلاف الكبير الذي لا يكاد يعدو الاسم فهذه سفن حربية وتلك سفن حربية.
3- أما سلاح الجو فلم يكن أكثر من البريد الذي كان يستخدم بواسطة الحمام.
فكيف يمكن لمن في ذلك الزمان أن يفهم ما توصل له العلم في زماننا بل وما سيخرج به الإمام إذ إن الذي نفهمه من الروايات إن أسلحته (عليه السلام) أكثر تطوراً مما توصلت إليه احدث تكنولوجيات العالم.
تنقسم قوات الإمام أساسا إلى:
1- الأصحاب وعددهم (313) وهم القادة لأنواع الجيوش والقوات، ومنهم النقباء الـ (12) والأصحاب هم المعنيون في الروايات في تقلدهم السيوف ويستفاد من استعمالهم السيوف بالإضافة إلى أن هذه السيوف خاصة بل ومدخرة لهم من القدم، وعلى كل واحد منها مكتوب اسم الشخص الذي يستعمله، فمن المعلوم إن القادة لا يستعملون ما يستعمله باقي الجيش من أسلحة لعدم حاجتهم إليها وحتى في الجيوش المعاصرة فإن القادة يستعملون السلاح الشخصي (المسدس) هذا السبب الأول.
أما السبب الثاني فان الإمام (عليه السلام) يقوم موتوراً وكأنه الآن قتل الحسين وسبي عيال الرسول فلا يشفى غليله إلا بذبح أعداء الله ولا أظن أن القتل بالرصاص يؤدي الغرض للموتور كما يؤديه السيف.
2- الجند هؤلاء يستخدمون باقي أنواع الأسلحة كل بحسب مقامة وما تقتضيه مهامه ومرحلته.
ولا ننسى الإشارة إلى انه (عليه السلام) يخرج بتقنية عالية جداً تصل إلى درجة
انه يسيطر على أجهزة الخصم ويرد أسلحتهم عليهم ومما يشهد على هذا الرواية الواردة عن أبان بن تغلب قال أبو عبد الله (عليه السلام): (سيأتي في مسجدكم ثلاث مئة وثلاث عشر رجلاً إلى قوله عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة)( ).
وقطعا لا يراد من هذه السيوف أن تكون الصنف العادي وإلا لما كانت تفتح ألف كلمة وأيضا الإشارة بألف كلمة إضافة إلى حجم الشفرات العسكرية التي يمكن أن تفتحها هذه الأسلحة وليس الألف حصراً بل هو للدلالة على عظم ما يمكنها السيطرة عليه وفتحه ولا يخفى أن اغلب الأسلحة المتطورة الآن توجه بواسطة أحداثيات عبارة عن جفر وذبذبات تستخدمها أجهزتهم وكذلك تستخدم بين أفراد الجيوش.
وبناء على هذه الرواية وما شابهما سوف يتم تعطيل أسلحتهم وردها على نحورهم ولا يبقى لهم إلا الأسلحة الأقل تطوراً كالتوجيه نحو الحرارة الصادرة من المحركات أو الإطلاق المباشر المعتمد على إحداثيات مسبقة يراعي فيها العوامل والظروف الجوية.
وهذا النوع تتكفل به أنواع أخرى من الطاقات التي يستخدمها الإمام (عليه السلام) كطاقة الرياح وقوانين الفيزياء وقوى ما وراء الطبيعة.
ولا ننسى المخلوقات الأخرى التي تكون مسخرة للإمام كالملائكة والجن فكما إن له (313) أصحاب من الإنس فكذا له (313) من الملائكة ومثلهم من الجن وهؤلاء قادة وتحت إمرتهم أتباع وجيوش وخير ما نستفيد منه قصة النبي سليمان (عليه السلام) وعرش بلقيس.
هذا تصفح بسيط لهذا الصنف من قواته (عليه السلام) أما باقي الأصناف فيستفاد من بعض الروايات انه يستخدم أنواع من المركبات الأرضية كالدبابات التي لها خراطيم أو ما يسمى (سبطانة المدفع) فمثلاً ما جاء عن أبو عبد الله (عليه السلام): (كأني انظر إلى القائم على ظهر نجف فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرساً ادهم أبلق بين عينه شمراخ ثم ينتفض به فرسه فلا يبقى أهل بلدة إلا وهم يظنون انه معهم في بلادهم)( )
وما يستفاد من هذه الرواية إن أمام هذه المركبة أو في مقدمها شيء بارز سماه بالشمراخ يستفاد منها سرعة تحركها الفائقة بحيث أن كل بلد يعتقدون انه معهم وذلك لا يفهم إلا بكثرة تواجده في بلدهم وكذا باقي البلدان وهذا يتطلب سرعة فائقة تفوق الخيال كي توفر تواجده (عليه السلام) في هذه البلدان المتعددة وهناك مزيد من الروايات التي تؤيد وجود مركبات متطورة في هذا المجال.
أما سلاح الجو...
فقد وردت روايات عديدة بمعاني بعضها متفاوتة وأخرى متقاربة ومنها ما جاء بأن للقائم خيول ملجمة ومسرجة ذوات أجنحة في السماء متى ما إذن الله انطلقت.
فقديماً كان يفهم العلماء منها إنها خيول مجنحة وهذا حدود فهمهم والإنسان لا يتعدى حدود فهمه كما يقال، والتساؤل هنا ما مدى منفعة أحصنة مجنحة أمام هذه الأسلحة المتطورة فبرشقة واحدة من أي سلاح مقاوم للطائرات تمزق هي وأجنحتها، فلابد من التأويل هذه الرواية بأن هذه الخيول هي مركبات فضائية في الفضاء بدليل قوله ملجمة ومسرجة وبدليل قوله لها أجنحة دلالة على أنها من طراز مجنح، ويمكن قبول هكذا راويات مقارنة بالطرح السابق عن الأسلحة التي يظهرها القائم (عليه السلام).
ولا يشترط من أمثال هذه الرواية أن تكون هذه المراكب هي خاصة بالإمام (عليه السلام) بل هناك روايات أكثر غرابة تدل على تطور هذه المركبات فمنها مثلاً ما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): (ينزل المهدي وأصحابه الكوفة في سبع قباب من نور)( ).
ومنها يفهم إن هذه القباب هي مراكب خاصة يميزها الضوء الشديد (النور) من قوله (عليه السلام) قباب من نور ومن قوله تنزل من السماء دلالة على أنها تطير أما تصميمها على شكل قبة ولم يذكر فيه الأجنحة فلم يتمكن العلم إلى الآن من صنع طائرة بدون أجنحة للتحكم بها والسيطرة عليها وحتى تجاربهم داخل قاعات الاختبار فشلت في صناعة مثل هذه المركبات المصممة بلا أجنحة أو (الصحون الطائرة) (ufo) كما يعبرون وإنها بدأت تترنح ثم تهوي من دون سيطرة عليها.
أما مضمون الرواية والعوامل المجتمعة المشار إليها مثل النور والقباب يطابق فقط ما جاء في الخيال العلمي الذي لا يخرج عن استوديوهات صناعة الأفلام. وقطعاً هذا ليس بالأمر الصعب على من عنده علم الكتاب.
أما السلاح البحري ..
فقد جاءت الروايات التي تنص على أن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم ببناء المراكب وإنشائها لكي يغزو بها العالم فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (... ثم يأمر المهدي (عليه السلام) بإنشاء مراكب، فينشى أربعمائة سفينة على ساحل عكا...)( ).
فبهذه السفن يغزو الإمام المهدي (عليه السلام) بلاد الغرب عبر البحر المتوسط بعد أن يقضي على دولة إسرائيل ويفتح بيت المقدس وحتماً فان هذه السفن والمراكب تكون متطورة جداً بالنسبة لسفن ومراكب الأعداء وأنها تتفوق عليها من الناحية التكنولوجية والعسكرية مما يسهل عملية اختراق العدو والإحاطة به والوصول إلى موانيه.