الإمام الحسين عليه السلام في وجدان الأمة ۞
--------------------------------------------------------------------------------
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 500 * 75 و حجم 33KB.
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 502 * 7 و حجم 14KB.
الإمام الحسين عليه السلام في وجدان الأمة
مدرسة للإباء يرتادها عشاق الحرية
الإمام الحسين عليه السلام نهر متدفق من العطاء ترتوي منه كل الأجيال. وعاشوراء مدرسة للإباء والصمود يرتادها عشاق الحرية والعدل في كل زمان. إن الاحتفاء بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يوفر للأمة أعظم الفرص لتجديد العهد بقيم رسالتها المجيدة، ولتأكيد هويتها الأصلية في نفوس أبنائها الناشئين.
خطاب عاشوراء :
من هنا يتحمل خطاب عاشوراء مسؤولية كبيرة في تفعيل رسالة هذه المناسبة. أن ذكرى سيرة الإمام الحسين عليه السلام ووقائع أحداث كربلاء، يجب أن يكون إطاراً لمضمون الأهداف الحسينية، والتي هي إصلاح الأمة، والأمر بكل معروف يخدم رقيها، والنهي عن كل منكر يعرقل مسيرتها. كما قال عليه السلام : " إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ".
وحينما نقرأ التاريخ نجد أن بني أمية كانوا يريدون التعتيم على هذه الحادثة، لينسى الناس ما حصل لأهل البيت عليهم السلام في كربلاء، ومن أجل ذلك كانوا يعلنون ذلك اليوم عيداً ويوح فرح وسرور، وهذا ما نجد الإشارة إليه في إحدى فقرات الزيارة الواردة عن الإمام الباقر عليه السلام، حيث يقول فيها : ".. اللهم أن هذا يوم تبركت به بنو أمية وابن آكلة الأكباد ".
ماذا تمثل عاشوراء في ضمير المسلمين ؟!!
عاشوراء كواقعة من أهم الأحداث التي وقعت في تاريخ الأمة الإسلامية تمثل لنا أمرين مهمين، هما :
1 ) عظمة الموقف المبدئي الذي وقفه سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، إذ كانوا قلة قليلة، ولكنهم ضربوا أروع الأمثلة في الصمود والثبات، والالتزام بالقيم، والدفاع عن المبادئ، والاعتراض على الظلم والفساد والانحراف. ونحن حينما نتذكر عاشوراء إنما نتذكر هذه المواقف العظيمة السامية الرائعة.
2 ) بشاعة الظلم الذي وقع على أهل البيت عليهم السلام وانتهاك حرمات الله في ذلك اليوم.
فالإمام الحسين عليه السلام لم يكن رجلا عادياً، وإنما له شخصيته ومكانته وموقعيته التي لا يجهلها احد من المسلمين. كما أنه لم يمضِ وقت طويل على وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله سلم، الذي كان المسلمون يسمعون منه ويرون مواقفه التي يعبر فيها عن حبه للحسين عليه السلام وانشداده له.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم على مرأى من الصحابة ومسمع منهم : " إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا "، وفي صحيح البخاري في باب مناقب المهاجرين وفضلهم عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يقول : " هما ريحانتاي من الدنيا ".