عاشقة ~ مشرفة ~
403 نقاط : 1033 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/07/2010 العمر : 35 الموقع : في العالم
| موضوع: الموعود الموجود الأربعاء أغسطس 04, 2010 1:44 am | |
| الموعود الموجود سئل الإمام الباقر عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال :هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر فيها يمنح الله عباده فضله ويغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربة إلى الله عز وجل فيها فإنها ليلة آلى الله على نفسه ألا يرد سائلا له فيها ما لم يسأله معصية وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا (ص) فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله عز وجل وهي ليلة من الأربع ليال التي كان أمير المؤمنين يحب أن يفرغ الرجل نفسه فيها وهي أول ليلة من رجب وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان دعاء كميل الذي نقرأه في كل جمعة والذي هو من مفاخر الشيعة وكنوزهم هو مرتبط في الأصل بليلة النصف من شعبان في رواية عن كميل ابن زياد النخعي كان أمير المؤمنين عليه السلام جالساً في مسجد البصرة ومعه جمع من أصحابه ، فسأله أحدهم عن تفسير الآية الكريمة " فيها يفرق كل أمر حكيم " . فقال الإمام عليه السلام : هي ليلة نصف من شعبان ثم أقسم الإمام قائلاً : والذي نفس علي بيده ، ما من عبد إلا وجميع ما يجري عليه من خير أو شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يحييها ، ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلا أستجيب له . وانفض المجلس وانصرف الإمام . حل المساء وانتشر الظلام وأوى الناس إلى النوم ، وفي تلك الساعة نهض كميل بن زياد إلى أمير المؤمنين وفي قلبه سؤال .... طرق الباب .. قال الإمام عليه السلام : ما جاء بك يا كميل ؟ فقال كميل بأدب : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر . فقال له الإمام بحب : اجلس يا كميل . ثم قال : إذا حفظت هذا الدعاء ، فادع به كل ليلة جمعة .أو مرة في الشهر أو مرة في السنة أو مرة في عمرك هذا الدعاء الذي مطلعه (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء وخضع لها كل شيء وذلّ لها كل شيء وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء وبعزتك التي لا يقوم لها شيء وبعظمتك التي ملأت كل شيء وبسلطانك الذي علا كل شيء وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء وبعلمك الذي أحاط بكل شيء وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين.) هذه العبارات في الواقع هي مرتبطة بالإمام الحجة . في ثقافتنا الشيعية يوم الجمعة مرتبط بالإمام الحجة كذلك دعاء كميل أيضا مرتبط بالإمام الحجة هنا الإمام علي عليه السلام يتحدث عن أسماء الله وصفاته الظاهرة التي ملأت أركان كل شيء يتحدث عن نور الله الذي تشرق به الأرض ويضيء به كل شيء هذا تعبير عن العقيدة المهدوية لكن بنسق وصياغة خاصة يلوح منها الفرق بين العقيدة المهدوية في المدرسة الخضرية الحيدرية الفاطمية الحسنية الحسينية ... وبين باقي المدارس نحن نعلم ان أصل العقيد المهدوية وأصل ظهور المصلح والمنجي والمخلص هذا أصل عام على مستوى الإيمان به , يؤمن به الوثني فضلا عن الإلهي والكتابي فضلا عن المسلم والسني فضلا عن الشيعي فهذه العقيدة هي عقيدة إنسانية وليست إسلامية فقط فحتى عابد الوثن يعتقد بيوم الخلاص ويوم يظهر فيه المخلص غاية الأمر أنه لا يعلم من هو وكيف هو على مستوى المسلمين نجد روايات المهدي الموعود في كتب السنة أكثر مما نجدها في كتب الشيعة فقد روى أحاديث المهدي 33 شخصا من الصحابة في كتبهم وقد ذكر مئة وستة من كبار علماء السنة المشهورين أحاديث ظهور الإمام الغائب في كتبهم كما ألف منهم إثنان وثلاثون كتابا مستقلا خاصا بهذه المسألة مسند أحمد ابن حنبل وصحيح البخاري اللذان كتبا قبل ولادة الإمام الحجة وردت فيها كثير من هذه الأحاديث من الأحاديث التي يرويها أحمد ابن حنبل في مسنده ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عز وجل رجلا منا يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ) نفس هذا الحديث يخرجه الترمذي وابن ماجه وأبو داوود إذا أصل العقيدة المهدوية هذا لا خلاف فيه ويؤمن به الجميع لكن ما نؤمن به نحن الشيعة أو ما ينبغي أن نؤمن به وما يريدنا أهل البيت أن نؤمن به هو مهدوية منسجمة مع التوحيد أكثر, منسجمة مع أسماء الله وصفاته أكثر , وهي عقيد الإيمان بالموعود الموجود لا بالموعود المفقود . أساسا لسان الآيات ولسان الروايات ولسان الأدعية والأذكار المأثورة عنهم يربينا على الإعتقاد بالحياة والوجود والشهادة للإمام علينا (السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك حين تقرأ وتبيّن ، السلام عليك حين تصلّي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تكبّر وتهلّل ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ، السلام عليك حين تمسي وتصبح ) كل تلك العبارات تنسجم مع موعود موجود لا مع موعود مفقود (أشهدك يا مولاي أنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله لا حبيب إلاّ هو وأهله , وأشهد أنّ أمير المؤمنين حجّته , والحسن حجّته , والحسين حجّته ....وأنّ الموت حق , وأنّ ناكراً ونكيراً حق ....، فاشهد على ما أشهدتك عليه ) طلب الشهادة إنما يكون له محل إذا كان الشاهد موجودا فالحضور هو روح وجوهر ولب الشهادة وعندما نقرأ في دعاء الندبة (اين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية , اين المعد لقطع دابر الظلمة , اين المنتظر لاقامة الامت والعوج, اين المتخير لاعادة الملة والشريعة , اين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده , اين محيي معالم الدين واهله , اين قاصم شوكة المعتدين , اين هادم ابنية الشرك والنفاق, اين مبيد أهل الفسوق والعصيان والطغيان , اين حاصد فروع الغي والشقاق , اين طامس آثار الزيغ والاهواء , اين قاطع حبائل الكذب والافتراء) نحن لا نخاطب بها شخصا بعيدا غائبا عنا بل المخاطب يسمعنا و ويرانا ويشرف علينا كما تشرف الشمس على الأرض وإن جللها السحاب لكن مثل هذه العبارات لا ينبغي أن نقرأها منفصلة عن معرفة الوظيفة الأساسية في زمان الغيبة .... ما هي حقيقة السؤال هنا بأين وأين ؟ حتى نفهم ذلك لابد من معرفة الوظيفة في زمن الغيبة كما قلنا , هذه الوظيفة التي نفهمها من حديث زرارة حين قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام ( يقول : أن للغلام غيبة قبل ان يقوم 0 ...... قلت : جعلت فداك ان أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل ؟ قال ( عليه السلام ) : يا زرارة أذا أدركت هذا الزمان فأدع بهذا الدعاء ) اللهم عرفني نفسك فأنك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك , اللهم عرّفني رسولك فأنك ان لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك , اللهم عرّفني حجتك فأنك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )
زرارة يسأل عن الوظيفة فيأتيه الجواب بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك ..ثم يقول فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك هنا استدلال( لمي ) استدلال بالعلة على المعلول فمعرفة الله سبب لمعرفة الرسول عندما تعرف الله وتعرف أسماء الله , ستعرف من هو الخليفة ومن هو الحجة من لا يعرف الله تعالى لا يرى في كون يزيد أو معاوية أو حتى مروان الحمار خليفة بل لا يرى ضرورة لوجود الخليفة اصلا لا مشكلة عنده أن يكون الرسول خطاء أو نسايا أو عابسا بوجهه لكن من عرف الله وعرف أسماء الله من عرف رحمة الله التي وسعت كل شيء و قوته التي قهر بها كل شيء وخضع لها كل شيء وذلّ لها كل شيء وجبروته التي غلب بها كل شيء وعزته التي لا يقوم لها شيء وعظمته التي ملأت كل شيء وسلطانه الذي علا كل شيء ووجهه الباقي بعد فناء كل شيء و أسماؤه التي ملأت أركان كل شيء وعلمه الذي أحاط بكل شيء ونور وجهه الذي أضاء له كل شيء من عرف هذه الصفات عرف الممثل والمظهر لهذه الصفات وعرف الحجة المطلوب هنا هو المعرفة وليس العلم المجرد, هناك فرق بين العلم والمعرفة أنت تقول عرفت نفسي وعرفت الله لكن لا تقول علمت الله المعرفة هي علم مع علاقة وارتباط وتفاعل وتأثر بالمعلوم المعرفة بتعبير آخر هي رؤية ومشاهدة المطلوب منك في زمان الغيبة أن ترىو أن تعاين بعين القلب ( واكحل عيني بنظرة مني إليه ) الرواية المشهورة المعروفة عند أهل السنة والشيعة والتي يرويها عبد الله ابن عمر أيضا ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) تنظر إلى هذا المعنى أيضا لأنا نعلم أن كثيرون قد رأوا الإمام بعيونهم المادية ـ كمعاوية ويزيد وعمر ابن العاص وغيرهم ـ ولم تفدهم هذه الرؤية إلا الخسران المبين بل كثيرون أيضا عرفوا الإمام من حيث الصفة الجسمانية والسيرة التاريخية معرفة دقيقة ـ كبعض مؤرخي السنة ـ مع ذلك ماتوا ميتة جاهلية فالمعرفة التي تضمن النجاة هي الرؤية المؤثرة في الإنسان التي تنفعل بها روح العارف وتجذب روح العارف لتلقي بها بين يدي المعروف وتسلم له تسليما إن لسان جميع الأدعية التي وردت في شأن الإمام الحجة هو لسان تعريف به ولسان حث علي البحث عنه ورؤيته لأنه وإن كان غائبا قد غيبته عنا ذنوبنا وآثامنا لكنه أيضا موجود مؤثر يمكن الإرتباط به والتعلق به ومعرفته عندما أنادي في دعاء كميل بلسان الحيران الواله المشدوه( فلئن صيرتني للعقوبات مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك ) أشد عقوبة يمكن أن تنزل على قلب العارف بالله أن يفرق بينه وبين ولي الله بعد هذه الحيرة نضج إلى الله وننادي ( لأضجن إليك ضجيج الآملين ... لأنادينك أين كنت يا غاية آمال العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصادقين ) وبنفس اللسان ونفس الحيرة لكن مع اختلاف في التعبير أنادي في دعاء الندبة (أين جامع الكلمة على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء ) عندئذ أيضا نضج إلى الله ( أغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى وأره سيده يا شديد القوى وأزل عنه به الأسى والجوى ) فكما أن تلك العبارات تكحل العين بنظرة إلى جمال الله تعالى ـ وأنتم تعلمون أن الكحل شفاء للعين وجمال لها وعون لها على الرؤية الصحيحة الواضحة ـ فإن هذه العبارات تكحل العين بجمال الحجة الذي هو نور أبصار الورى ومجلي العمى كما نقرأ في زيارة صاحب الأمر هذا ما تربينا عليه الأدعية والروايات , طلب الرؤية . على كل موال أن يكون طالبا للرؤية, بل حقيقة الإنتظار وروح الإنتظار لا تتحقق بدون الرؤية أصلا . من أدرك ورأى طرفا من جمال الإمام انتظره وسعى للوصال به ( وصل اللهم بيننا وبينه ), أما من عميت عينه أساسا ولم يدرك من ذلك الجمال شيئا, فماذا ينتظر ؟ولماذا ينتظر ؟!!! فعلل الإنتظار غير متحققة عنده لا العلة الفاعلية ولا الغائية إنما يتحقق الإنتظار ممن يؤمن بمهدي حاضر يرى ويعرف ويؤثر في وجود العارف ويصوغ شخصيته وسلوكه ونسق وجوده كله صياغة توحيدية خالصة جعلنا الله وإياكم من المنتظرين | |
|
فارس النور ~ عضو مبدع ~
1410 نقاط : 2691 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 19/07/2010
| موضوع: رد: الموعود الموجود الأربعاء أغسطس 04, 2010 2:42 am | |
| | |
|
^*جوري*^ ~ عضو مميز ~
305 نقاط : 357 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/07/2010
| موضوع: رد: الموعود الموجود الخميس أغسطس 05, 2010 7:16 pm | |
| | |
|