عاشقة ~ مشرفة ~
403 نقاط : 1033 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/07/2010 العمر : 35 الموقع : في العالم
| موضوع: معنى القلب في القرآن الإثنين أغسطس 09, 2010 12:06 am | |
| معنى القلب في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إن التعقل والتفكر والحب والبغض والخوف وأمثال ذلك وإن أمكن أن ينسبه أحد إلى القلب باعتقاد أنه العضو المدرك في البدن على ما ربما يعتقده العامة كما ينسب السمع إلى الاذن والابصار إلى العين والذوق إلى اللسان، لكن الكسب والاكتساب مما لا ينسب إلا إلى الانسان البتة. ونظير هذه الآية قوله تعالى: «فإنه آثم قلبه» البقرة ـ 283، وقوله تعالى: «وجاء بقلب منيب» ق ـ 33. والظاهر: أن الانسان لما شاهد نفسه وسائر أصناف الحيوان وتأمل فيها ورأى أن الشعور والادراك ربما بطل أو غاب عن الحيوان بإغماء أو صرع أو نحوهما، والحياة المدلول عليها بحركة القلب ونبضانه باقية بخلاف القلب قطع على أن مبدء الحياة هو القلب، أي ان الروح التي يعتقدها في الحيوان أول تعلقها بالقلب وإن سرت منه إلى جميع أعضاء الحياة، وإن الآثار والخواص الروحية كالاحساسات الوجدانية مثل الشعور والارادة والحب والبغض والرجاء والخوف وأمثال ذلك كلها للقلب بعناية أنه أول متعلق للروح، وهذا لا ينافي كون كل عضو من الاعضاء مبدئا لفعله الذي يختص به كالدماغ للفكر والعين للابصار والسمع للوعي والرئة للتنفس ونحو ذلك، فإنها جميعا بمنزلة الآلات التي يفعل بها الافعال المحتاجة إلى توسيط الآلة. وربما يؤيد هذا النظر: ما وجده التجارب العلمي أن الطيور لا تموت بفقد الدماغ إلا انها تفقد الادراك ولا تشعر بشيء وتبقى على تلك الحال حتى تموت بفقد المواد الغذائية ووقوف القلب عن ضرباته. وربما أيده أيضا: ان الابحاث العلمية الطبيعية لم توفق حتى اليوم لتشخيص المصدر الذي يصدر عنه الاحكام البدنية أعني عرش الاوامر التي يمتثلها الاعضاء الفعالة في البدن الانساني، إذ لا ريب انها في عين التشتت والتفرق من حيث أنفسها وأفعالها مجتمعة تحت لواء واحد منقادة لامير واحد، وحدة حقيقية. ولا ينبغي ان يتوهم ان ذلك كان ناشئا عن الغفلة عن امر الدماغ وما يخصه من الفعل الادراكي، فإن الانسان قد تنبه لما عليه الرأس من الاهمية منذ أقدم الازمنة، والشاهد عليه ما نرى في جميع الامم والملل على اختلاف ألسنتهم من تسميه مبدء الحكم.
والامر بالرأس، واشتقاق اللغات المختلفة منه، كالرأس والرئيس والرئاسة، ورأس الخيط، ورأس المدة، ورأس المسافة، ورأس الكلام، ورأس الجبل، والرأس من الدواب والانعام، ورئاس السيف. فهذا ـ على ما يظهرـ هو السبب في إسنادهم الادراك والشعور وما لا يخلو عن شوب إدراك مثل الحب والبغض والرجاء والخوف والقصد والحسد والعفة والشجاعة والجرأة ونحو ذلك إلى القلب، ومرادهم به الروح المتعلقة بالبدن أو السارية فيه بواسطته، فينسبونها إليه كما ينسبونها إلى الروح وكما ينسبونها إلى انفسهم، يقال: أحببته وأحبته روحي وأحبته نفسي وأحبه قلبي ثم استقر التجوز في الاستعمال فأطلق القلب وأريد به النفس مجازا كما ربما تعدوا عنه إلى الصدر فجعلوه لاشتماله على القلب مكانا لانحاء الادراك والافعال والصفات الروحية. وفي القرآن شيء كثير من هذا الباب، قال تعالى: «يشرح صدره للاسلام» الانعام ـ 125، وقال تعالى: «إنك يضيق صدرك» الحجرـ 97، وقال تعالى: «وبلغت القلوب الحناجر» الاحزاب ـ 10، وهو كناية عن ضيق الصدر، وقال تعالى: «ان الله عليم بذات الصدور» المائدة ـ 7، وليس من البعيد أن تكون هذه الاطلاقات في كتابه تعالى اشارة إلى تحقيق هذا النظر وان لم يتضح كل الاتضاح بعد. وقد رجح الشيخ أبو علي بن سينا كون الادراك للقلب بمعنى أن دخالة الدماغ فيه دخالة الآلة فللقلب الادراك وللدماغ الوساطد. ولنرجع إلى الآية ولا يخلو قوله تعالى: ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم، عن مجاز عقلي فإن ظاهر الاضراب عن المؤاخذة في بعض أقسام اليمين وهو اللغو إلى بعض آخر أن تتعلق بنفسه ولكن عدل عنه إلى تعليقه بأثره وهو الاثم المترتب عليه عند الحنث ففيه مجاز عقلي وإضراب في إضراب للاشارة إلى أن الله سبحانه لا شغل له إلا بالقلب كما قال تعالى: «إن تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله» البقرة ـ 284، وقال تعالى: «ولكن يناله التقوى منكم» الحج ـ 37.
تفسير الميزان مؤلف «العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي»
| |
|
نبراس الأمل ~ عضوفعال ~
134 نقاط : 147 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 07/08/2010
| موضوع: رد: معنى القلب في القرآن الثلاثاء أغسطس 10, 2010 12:02 am | |
| | |
|
^*جوري*^ ~ عضو مميز ~
305 نقاط : 357 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/07/2010
| موضوع: رد: معنى القلب في القرآن الجمعة سبتمبر 10, 2010 8:09 am | |
| الله يعطيك العافيه اخت عاشقة دائما تفيدنا يا غاليه اتمنى لكي التوفيق | |
|