من هو آية الله العظمى السيد محمد المحقق الداماد - قدس سره
--------------------------------------------------------------------------------
آية الله العظمى السيد محمد المحقق الداماد - قدس سره
(1325 - 1388 هـ )
ولادته:
ولد في سنة 1325 هـ في مدينة اردكان في محافظة يزد، في عائلة متدينة علميّة.
كان والده المرحوم السيد جعفر الموسوي من العلماء الأجلاء وكانت له علاقة خاصة بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، ففي احدى رحلاته إلى العراق ذهب مشياً على الأقدام لزيارة المشاهد المشرفة للأئمة المعصومين ( عليهم السلام )، فلبى نداء ربه في الطريق ما بين العراق وايران نسأله تعالى أن يحشره مع النبي وأهل بيته ( عليهم السلام )، وكان ابنه السيد محمد لا يزال في بطن امه.
وبعد ولادته تولت أمه رعايته وتعويضه حنان والده، ولم يمض من عمره سوى ست سنوات حتى امتدت يد المنون إلى امه فخطفتها، فبقي هذا الطفل منكسراً يعاني آلام اليُتم من الأبوين.
دراسته وأساتذته:
بدأ حياته الدراسية ـ على الرغم من المعاناة التي كان يعيشها في مدينة أردكان ـ بدراسة المقدمات.
ذهب إلى مدينة يزد لدراسة الأدب والسطوح، فبدأ بدراسة شرح اللمعة والقوانين عند السيد أحمد المدرس، والسيد يحيى الواعظ، والسيد حسين باغ گندمي، والسيد محمد علي رضا.
درس جزءً من كتاب القوانين عند آية الله الشيخ غلام رضا اليزدي، وبسبب كثرة مشاغل أستاذه وانصرافه عن الاهتمام المطلوب بتلميذه ( السيد الداماد ) المتفتح على الدراسة، نصحه بالذهاب إلى حوزة قم المقدسة التي كانت في طور التشكيل آنذاك.
هاجر إلى مدينة قم المقدسة في سنة 1341 هـ وكان عمره ستة عشر عاماً فأخذ يدرس عند السيد مير الكاشاني، والسيد محمد تقي الخونساري، والميرزا محمد الهمداني، والشيخ محمود الأردكاني، والسيد أبي الحسن الرفيعي القزويني، والسيد محمد حجت.
بالاضافة إلى الاساتذة الذين ذكرناهم كان يحضر دروس آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، وكان يعتني به عناية خاصة حتى زوجه ابنته، وشيئاً فشيئاً أخذ الناس يلقبونه بـ ( الداماد ).
تدريسه و طلابه:
بعد رحلة استاذه الشيخ عبد الكريم الحائري قام بتشكيل حوزة علمية دراسية، وأخذت هذه الحوزة تنمو بشكل سريع حتى اصبحت مكاناً لتجمع الطلبة والفضلاء، وقد اعتنى السيد الداماد بشأن التدريس عناية خاصة حتى أنه كان يلقي دورسه في ايام العطل، وقد درس عنده كثير من الطلاب الذين أصبح لهم مستقبلٌ زاهرٌ في عالم الحوزة العلمية حتى أن بعضاً منهم استلم مناصب رسمية في الدولة، وذلك بعد قيام الجمهورية الإسلامية في ايران، نذكر جملة من أسماء أولئك العظام:
1 ـ الشهيد آية الله الشيخ مرتضى المطهري.
2 ـ الشهيد آية الله السيد محمد حسين البهشتي.
3 ـ الشهيد اية الله الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي.
4 ـ الإمام موسى الصدر:قائدالشيعة في لبنان،المغيّب في ليبيا منذعام1398 هـ.
5 ـ الشهيد آية الله السيد مصطفى الخميني: نجل الإمام الخميني ( قدس سرهما ).
6 ـ الشهيد الدكتور محمد المفتح الهمداني.
7 ـ الشيهد اية الله الشيخ علي القدوسي.
8 ـ آية الله الشيخ علي المشكيني.
9 ـ آية الله السيد عبد الكريم الأردبيلي.
10 - آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.
11 ـ آية الله الشيخ حسين نوري الهمداني.
12 ـ آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي.
13 ـ آية الله الشيخ حسين المظاهري.
14 ـ اية الله السيد علي المحقق ( ابن السيد الداماد ).
15 ـ اية الله السيد محمد حسن اللنكرودي.
16 ـ اية الله الشيخ محمد مؤمن القمي.
اخلاقه و صفاته:
كان السيد الداماد ( رحمه الله ) صريحاً في كلامه، لا تأخذه لومة لائم، حسن المعشر كلامه جذاب لا يهتم بالمناصب والرئاسة متواضعاً للجميع، وكان يمتلك قلباً عطوفاً رحيماً ولكلامه وقع كبير في نفوس سامعيه حتى أن الكثير من الذين كانوا يحضرون مجالسه في الوعظ والارشاد، وعلى الأخص مجالس الحسين ( عليه السلام ) وذكر مصائبه فقد كانو يبكون لمجرد سماعهم كلامه المؤثر.
يقول فيه أحد طلابه: ... وكان لا يهتم بعدد الطلاب الحاضرين في الدرس فليس هناك أي فرق عنده بين امتلاء الدرس بالطلاب أو حضر أثنان منهم، وكان يهتم بطلابه اهتماماً كبيراً ويحترمهم ويعطف عليهم كما يعطف الأب الحنون على أولاده وكان زاهداً فى دنياه يعيش حياة بسيطة بعيدة عن أي شكل من أشكال الترف والأُبهة الفارغة.
ومن مميزاته الاخرى: شدة تعلقه بالمطالعة، وتدريس علم الفقه والاصول، وتربية واعداد الطلاب ولهذا نجده كان يخصص أغلب أوقاته في الليل والنهار لهذا الغرض، حتى عُدّ من أكثر المطالعين للكتب من بين علماء الحوزة العلمية في قم المقدسة، وقد أُصيب ( رحمه الله ) أواخر حياته بمرض السكتة القلبية، وكان كثير من طلابه يأتون لزيارته في منزله، وفي الأوقات التي كانت تحين فيها مواعيد الدروس وهو في المنزل كان لا يتمالك نفسه فينفجر باكياً، وعندما يسألوه عن السبب يقول: أنا لا أخاف من الموت ولكني أخاف من هذا الوضع الذي أنا فيه، والذي أكون فيه عاطلا عن أداء وظائفي الشرعية.
آثاره العلمية:
كتب كثير من طلابه البحوث التي ألقاها في الفقه والأصول، وكانت هذه التقريرات من آثاره العلمية المعروفة، منها :
1 ـ تقريرات بحوثه في الفقه حول الحج، الصلاة، الصوم، الاعتكاف، الخمس، الزكاة: كتبها آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي.
2 ـ تقريرات بحوثه في علم الأصول: كتبها آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ( دورة في الأصول ).
3 ـ تقريرات بحوثه في ( بحث الطهارة ) مع دورة كاملة في الأصول.
4 ـ تقريرات بحوثه في ( بحث الصلاة ): كتبها اية الله الشيخ محمد مؤمن.
5 ـ حواش على العروة الوثقى: بقلم السيد الداماد نفسه.
أقوال العلماء فيه:
قال فيه آية الله الشيخ المطهري: كان السيد الداماد معجزة في الفقه .
وقال فيه آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة: كان آية الله السيد المحقق الداماد من أوعى طلابي وأبعدهم نظراً.
أولاده:
1 ـ حجة الإسلام السيد علي المحقق من أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة وعضو ( هيئة جامعة المدرسين ) المشرفة على الحوزة العلمية.
2 ـ حجة الأسلام السيد مصطفى المحقق من فضلاء الحوزة العلمية، يعمل مديراً عاماً لدائرة التفتيش في ايران.
وفاته:
أُصيب بمرض الجلطه القلبية أواخر عمره الشريف، وبقي في فراش المرض خمسة وسبعين يوماً ولم يمهله طويلا، فلبى نداء ربه على أثر سكتة قلبية بتاريخ 2 / ذي الحجة / 1388 هـ، وبعد لحظات من انتشار نبأ وفاته في مدينة قم المقدسة; عمّ الحزن والأسف انحاء المدينة كافة، واجتمع الآلاف من الناس حول منزله وهم يبكون، وشُيع جثمانه الطاهر بعد الظهر من نفس ذلك اليوم بمواكب من الاسى واللوعة، وتم دفنه في الصحن الشريف لمرقد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهم السلام ) في مدينة قم المقدسة.