كتاب المأمون العباسي في رد فدك إلى ولد فاطمة عليها السلام
--------------------------------------------------------------------------------
كتاب المأمون العباسي في رد فدك إلى ولد فاطمة عليها السلام
في سنة 210 هجرية أمر المأمون العباسي برد فدك إلى ولد فاطمة عليها السلام ، و كتب بذلك إلى عامله على المدينة قثم بن جعفر ، و هذا نص الكتاب نقلته عن كتاب فتوح البلدان للبلاذري :
"اما بعد فان امير المؤمنين بمكانه من دين الله و خلافة رسوله صلى الله عليه و سلم و القرابة به اولى . من استن سنته ، و نفذ امره ، و سلَم لمن منحه منحةً ، و تصدق عليه بصدقة ، منحته و صدقته ، و بالله توفيق امير المؤمنين و عصمته واليه في العمل بما يقربه اليه رغبته . و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فدك و تصدق بها عليها و كان ذلك امرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم تزل تدعي منه ما هو(1) أولى به من صُدِق عليه ، فرأى أمير المؤمنين أن يردها إلى ورثتها و يسلمها اليهم تقربا إلى الله تعالى باقامة حقه و عدله ، والى رسول الله صلى الله عليه و سلم بتنفيذ امره و صدقته" فأمر باثبات ذلك في دواوينه ، و الكتاب به الى عماله فلئن كان ينادى في كل موسم بعد ان قبض الله نبيه صلى الله عليه و سلم ان يذكر كل من كانت له صدقة ، او هبة او عدة ذلك فيُقبل قوله و يُنفذ عدته ان فاطمة "رضها" لأولى بان يصدق قولها فيما جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم لها ، و قد كتب امير المؤمنين الى المبارك الطبري مولى امير المؤمنين يأمره برد فدك على ورثة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بحدودها و جميع حقوقها المنسوبة اليها و ما فيها من الرقيق و الغلات و غير ذلك و تسليمها الى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، و محمد بن عبدالله بن الحسن(2) بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب لتولية امير المؤمنين ايَاهما القيام بها لاهلها ، فاعلم ذلك من رأي امير المؤمنين و ما الهمه الله من طاعته ووفقه له من التقرب اليه و الى رسوله صلى الله عليه و سلم و أعلمه من قِبَلك ، و عامل محمد بن يحيى و محمد بن عبدالله بما كنت تعامل به المبارك الطبري و أعنهما على ما فيه عمارتها و مصلحتها ووفور غلاتها ان شاء الله و السلام . و كتب يوم الاربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة 210 " (3) .